المجلة العالمية للتسويق الإسلامي
تصدر بأشراف الهيئة العالمية للتسويق الإسلامي \ بريطانيا
ISSN 2225-5850
للاطلاع على عناوين الابحاث المنشورة الرجاء الضغط هنا
رئيس التحرير
الدكتور بكر أحمد السرحان
كلية الإدارة والاقتصاد – جامعة قطر
رئيس الهيئة العالمية للتسويق الإسلامي - بريطانيا
المنسق العام
د. علي هلال البقوم
الهيئة العالمية للتسويق الإسلامي - الاردن
لتقديم الابحاث: welcome@iimassociation.com
هيئة التحرير
أ. د. صالح بن عبد الله بن صالح الملحم. جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. فرع الأحساء. السعودية
أ. د. حبيب الله محمد التركستاني. قسم التسويق. جامعة الملك عبدالعزيز . جدة المملكة العربية السعودية
أ. د. ثابتي الحبيب. مدير مخبر تحليل واستشراف و تطوير الوظائف و الكفاءات جامعة معسكر – الجزائ
أ. د. مرداوي كمال. جامعة قسنطينة2 ، الجزائر
أ. د. عصام محمد الليثي. أكاديمية السودان للعلوم المصرفية والمالية-الخرطوم \ السودان
أ. د. علي شاهين. مساعد نائب الرئيس للشئون الإدارية – الجامعة الإسلامية - غزة \ فلسطين
أ. د. غسان الطالب. جامعة العلوم الاسلامية العالمية | الاردن
الدكتور علي مدبش. وكيل كلية الإدارة والاقتصاد – جامعة جازان \ السعوديةأ
الدكتور سعيد البنا. كلية الإدارة والاقتصاد - جامعة قطر
الدكتور سامر ابو زنيد. رئيس جامعة الخليل \ فلسطين
الدكتور بن عبو الجيلالي. نائب عميد كلية الاقتصاد والإدارة – جامعة معسكر \ الجزائر
الدكتورة فاتن فاروق. كلية الفنون التطبيقية -جامعة حلوان \ مصر
الدكتورة ضحى عبدالله الصالح. كلية الأعمال – جامعة الخليج للعلوم والتكنولوجيا \ الكويت
الدكتورة منال القلج. مستشار ومؤسس بوابة مصر \ مصر
المجلد الأول – العدد الأول شباط \ فبراير 2012 ميلادي والموافق ربيع الثاني 1433 هجري
كلمة العدد الأول من مجلة التسويق الإسلامي
الأستاذ احســــن خشــــــــة
جامعة 08 ماي 45 قالمة، كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، قسم العلوم الإنسانية
تشهد الأسواق العالمية المعاصرة الكثير من التطورات والتحولات بفعل التغيرات الحاصلة في البنية الديموغرافية لبعض المجتمعات، مما أدى ويؤدي بالعديد من المؤسسات العالمية إلى مواكبتها و التكيف مع هذا الواقع بمختلف تجلياته.
ولعل انتشار الدين الإسلامي وتزايد أعداد المسلمين في مختلف أصقاع العالم أدى إلى مسارعة العديد من الدول الغربية إلى محاولة تحقيق الهيمنة على هذه الأسواق و الاستئثار بتمويلها بما تحتاج إليه من منتجات ذات خصوصيات ثقافية مرتبطة بانتمائها لمجتمعات عربية وإسلامية. فليس خافيا أن كلا من البرازيل واستراليا يعتبران من المصدرين الرئيسيين لمنتجات اللحوم "الحلال" إلى الكثير من دول العالم العربي والإسلامي، وفرنسا اليوم تسعى جاهدة لتكون مركزا لتمويل الأسواق الإسلامية، ونفس الرغبة تحدو دولا غربية متعددة.
لقد تعرضت أسواق المال العالمية للعديد من الهزات التي أفقدتها توازناتها، ودفعتها إلى إيجاد بدائل أخرى خاصة في ظل تضائل فرص النمو والاستثمار والتوسع داخل الجغرافيا الغربية، فاتجهت إلى أسواق إسلامية واعدة بالكثير من الفرص التسويقية التي تدر عليها بفوائد لا قبل لها بها في ما سواها من الأسواق العالمية الأخرى.
لذلك فان مما يميز الراهن الاقتصادي العالمي هو التنافس الغير مسبوق بين الدول الغربية في محاولة جادة وإصرار كبير على احتواء مقدرات الأسواق الإسلامية، حتى ولو ترتب عن ذلك مخالفة بعض من منطلقات فلسفتها الاقتصادية القائمة على المعاملات الربوية، ولعل من أبرز الأمثلة التي يمكن أن تساق في هذا الإطار أن نجد العديد من البنوك العالمية الغربية لا تتردد في عرض خدمات تراعي الخصوصية العقيدية الإسلامية في مجال المعاملات المالية. وهو أمر لم يكن-إلى عهد قريب- متوقعا ببال أحد من المهتمين بالسياسات الاقتصادية العالمية.
ورغم هذا التسابق الاقتصادي العالمي الغربي بهذه الأسواق إلا أن الاقتصاديات العربية والإسلامية عموما لم تدرك بعد أهميتها الإستراتيجية ولم تقدرها حق قدرها من العناية والاهتمام على الرغم مما تشكله من إمكانيات لتنويع مصادر الدخل والتقليل من تركيزها على تصدير الثروات الطبيعية الزائلة كالبترول والغاز. وربما الاستثناء الإسلامي الوحيد في هذا المجال يبرزه بجلاء النموذج الماليزي الذي يمكن الاقتداء به والاستفادة منه.
ومما يجدر الإشارة إليه في هذا السياق أن حجم الأموال التي تديرها المؤسسات المالية الإسلامية يربو على 400 مليار دولار موزعة على ما يقارب 300 مؤسسة مالية إسلامية، مما يجعلها أمام إلزامية الارتقاء بنوعية خدماتها ويدفعها إلى تحقيق مواقع متقدمة ضمن الاقتصاد العالمي. وهي فرصة سانحة لتجسيد البديل الإسلامي والرؤية الاقتصادية والتسويقية المنضبطة بقيم الدين الإسلامي الحنيف في مجالات التمويل والمحاسبة الإسلامية، السياحة الإسلامية، القانون الإسلامي والممارسات التسويقية، البيع والشراء، أسواق الأطعمة والأغذية الحلال، المزيج التسويقي الإسلامي، ونظم الأعمال في الإسلام، وغيرها من الميادين.
ومما لا شك فيه أن الاهتمام بالتسويق الإسلامي لم يعد حكرا على الممارسة الاقتصادية الميدانية، بل إن الاهتمام الأكاديمي الغربي والإسلامي بدأ يشق طريقه في مجال المؤتمرات العلمية وكذا الأبحاث النظرية والتطبيقية.
لذلك فان المبادرة الطيبة التي أسهمت بها جامعة الإمارات العربية المتحدة بالتعاون مع الهيئة العالمية للتسويق الإسلامي، من خلال إقامتها لمؤتمرين عالميين للتسويق الإسلامي، تدخل ضمن الإسهامات التي تستحق التنويه والتشجيع والاعتراف لكل من بذل جهدا –ولو يسيرا- في سبيل إنجاحها. خصوصا وأنها استقطبت مشاركة فاعلة من باحثين ومختصين اقتصاديين وأكاديميين من مختلف دول العالم، وبذلت خلالهما جهود حثيثة من المؤطرين والفاعلين في محاولة للكشف عن المنافع الاقتصادية والفرص الجديدة المتوفرة والمجالات التسويقية والترويجية التي تتيحها الأسواق الإسلامية.
ولعل فكرة إنشاء مجلة مختصة تعنى بالدراسات والأبحاث العربية في مجال التسويق الإسلامي، تدخل في تدعيم الجهود المبذولة في تطوير الفكر التسويقي الإسلامي، وكذا التحسيس ونشر الوعي لدى الدارسين والمدرسين والممارسين والمهتمين بهذا المجال الهام الذي يرتقي بواقعنا الاقتصادي والتسويقي نحو واقع أفضل، ويسهم في تحقيق التنمية الشاملة لمجتمعاتنا العربية والإسلامية.
فهاهو العدد الأول من مجلة التسويق الإسلامي يرى النور ليترجم عمليا الطموح الذي راود المهتمين بهذا المجال الحيوي في الاقتصاد المرتبط بالرقعة الجغرافية الإسلامية المترامية الأطراف.
لقد تنوعت المادة العلمية المتضمنة في هذا العدد بين الطرح النظري والممارسة التسويقية الميدانية، ولكنها تشترك جميعها في نقطة أساسية مؤداها تقديم المعالجة وفقا لرؤية إسلامية، وهذه إضافة نوعية واجتهاد يحسب في ميزان المساهمين بهذه الأبحاث خدمة لتأصيل الممارسة الاقتصادية والتسويقية وفقا لمنظور قيمي إسلامي.
يتناول المقال الأول أخلاقيات التسويق من وجهة نظر إسلامية، وفيه نجد محاولة لتقديم تصور مقارن بين المرجعيات الأخلاقية الغربية التي تحكم تطبيقات التسويق، وبين المنظور الأخلاقي الإسلامي للتسويق.
وضمن السياق نفسه يستعرض الباحث في المقال الثاني جملة من القضايا الغير أخلاقية التي تشهدها الممارسة التسويقية، كما يعرف بأهم الضوابط الأخلاقية الإسلامية في مجال التسويق.
ويعالج الباحث في المقال الثالث أضرار التطفيف على المجتمع، وكذا الآليات التي تستخدمها الدولة في محاربة الظاهرة والحد من تداعياتها السلبية.
أما المقال الرابع فانه يعود بذاكرتنا إلى صفحات مشرقة من التاريخ الإسلامي والتي عرف فيها الدين الإسلامي انتشارا واسعا في مناطق متعددة من العالم بفعل الصورة النموذجية التي قدمها المسلمون في التجارة والمعاملات مع الآخرين, وفيه يتعرض الباحث إلى الكسب الحلال وضوابطه، وكذا توثيق المعاملات وفوائده، ثم مسؤولية وأخلاق التاجر المسلم.
ويطرح المقال الخامس فكرة أساسية تبرز أن السياسات التسويقية المعتمدة من طرف الشركات تمكننا من تفسير أزمات النظام الرأسمالي، وبين ثنايا هذا التشخيص يطرح الباحث المنظور التسويقي الإسلامي من حيث المحددات والضوابط .
وانطلقت الدراسة التي تناولها المقال السادس من الإطار العام لصيغ العمليات الرئيسية والاستثمارية التي تقوم عليها المصارف الإسلامية مع تقديم نماذج تطبيقية، وضمن هذا السياق تعرض الباحث إلى القواعد العلمية والمحاسبية المنضبطة بالإطار الشرعي في مختلف العمليات التمويلية .
ونأمل في هذا التقديم أن تكون الإسهامات المقدمة في مستوى تطلعات المتصفحين لهذه الأوراق البحثية، والتي هي في حقيقتها محاولات جادة لها أجرا الاجتهاد إن أصابت، ولها أجر المحاولة إن أخطأت، وفي كل الحالات فان الملاحظات والمشاركات المختلفة التي يقدمها الخبراء والمختصون تسمح بتحقيق الأفضل في مستقبل الأيام، والله من وراء القصد.
احســن خشـــة. الجزائر في 8 ربيع الثاني 1433